هل ينقذ “الذهب الأبيض” البرتغالي أوروبا من أزمة الطاقة؟

تعجّ منطقة كوفاس دي باروسو شمال البرتغال بمعدن الليثيوم النادر المستخدم في صناعة التكنولوجيات الفائقة، الذي يمكن أن يجعل الاتحاد الأوروبي لاعبًا أساسيًّا في الإنتاج العالمي في هذا المجال، وفق ما ذكرت صحيفة “لوبوان” الفرنسية.

وجاء في تقرير للصحيفة، أن هذا المعدن الذي وصفته الصحيفة بـ “الذهب الأبيض” يوجد بوفرة تحت مرتفعات كوفاس دي باروسو الخلابة التي تعتبر وجهة سياحية جميلة وجذابة.

وأوضح أنه “تحت تلك المناطق الخضراء الممتدة يوجد ذهب، ليس ذلك الذي نصهره في سبيكة، بل هذا الذهب هو الليثيوم، وهو معدن نادر يستخدم في صناعات التكنولوجيا الفائقة المرتبطة بانتقال الطاقة، فقد اكتشف الجيولوجيون في صخر الجرانيت بهذه المنطقة كمية من البودومين، وهي معادن غنية بالليثيوم، والتنقيب عن هذه المعادن أثّر إلى حد ما على جمالية المسارات المتعرجة التي تمثل جزءًا مهمًّا من المناظر الطبيعية الخلابة هناك”.

وأشار إلى أنّ “الخبراء تولوا حفر الصخور بعمق عشرات الأمتار لاستخراج عينات من الذهب الأبيض، وتركيز السدادات، وهي نوع من الأنابيب الرمادية يبلغ ارتفاعها نحو 70 سم ولا يتجاوز قطرها 10 سم، وكان ماروس سيفكوفيتش، أحد نواب رئيس المفوضية الأوروبية، تحدث في سبتمبر/ أيلول 2020 عن أنّ أوروبا ستحتاج إلى المزيد من الليثيوم 18 مرة بحلول عام 2030 وحتى 60 مرة بحلول عام 2050”.

وحسب التقرير، يعد هذا المعدن الفضي الأبيض أحد المكونات الأساسية في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، مثل: “رينو” و”فولغس فاغن” و”غولف” وحدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدف الوصول إلى 25% من إنتاج البطاريات العالمي بحلول عام 2030 مقارنة بـ 3 % فقط في عام 2020، ويحتاج تحقيق هذا الهدف إلى إنشاء نحو أربعين مصنعًا في القارة القديمة في السنوات المقبلة.

وأفاد التقرير بأن “الاتحاد الأوروبي يعتمد بشكل كبير على هذه التكنولوجيا، وبالتالي على الليثيوم من أجل (اخضرار أسطول سياراتها) وبالتالي تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، واستنادًا إلى هذا المنطق، صوت برلمان ستراسبورغ في يونيو/حزيران الماضي على حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل ابتداء من 2035. ومن المنتظر أن تنتج فرنسا 2 مليون سيارة كهربائية في 2030 كما أشار إيمانويل ماكرون في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي في معرض باريس للسيارات”.

وأردف أنه “بالإضافة إلى هذه القضايا البيئية والصناعية، شرع الاتحاد الأوروبي في انتزاع سيادته في مجال الطاقة حيث كشفت أزمة كوفيد والتوترات الجيوسياسية الأخيرة الهشاشة الشديدة لنظام توريد الطاقة، وأصبح الليثيوم مادة بالغة الأهمية تسعى الدول السبع والعشرون إلى استخراجها ووضع قوانين لاستخدامها”، مؤكدًا أنه “حتى الآن تتم تغطية جميع احتياجات دول الاتحاد الأوروبي تقريبًا عن طريق الواردات”.

ووفق أرقام “لوبوان”، فإنّ “من بين نحو 105000 طن من الليثيوم تم إنتاجها في 2021 في جميع أنحاء العالم باستثناء الولايات المتحدة، تم إنتاج 55000 طن في أستراليا، و26000 في تشيلي، و14000 في الصين و6200 في الأرجنتين بينما كان نصيب البرتغال 900 طن في السنة ذاتها”.

وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول، إنه “في المجموع ينتج الاتحاد الأوروبي 1% فقط من الليثيوم اللازم لبطارياته، وفي تقرير للبرلمان الأوروبي في 2021 حذر عضو البرلمان هيلدغارد بينتيلي من أن انتقال الاتحاد الأوروبي إلى الحياد المناخي لا ينبغي أن يحل محل الاعتماد على الوقود الأحفوري”، في إشارة إلى ضرورة استخدام طاقات صديقة للبيئة.