أجرت صحيفة واشنطن بوست لقاءات حصرية مع أصدقاء الشخصية الغامضة التي سربت للعالم الوثائق الأمريكية السرية، وهو شاب في أوائل العشرينيات يطلق على نفسه لقب “OG –Organo Gold”، وزعمت أن الذين أجرت معهم اللقاءات يعرفون اسمه الحقيقي والولاية التي يعيش بها بالإضافة لمكان عمله.
View this post on Instagram
بدأت قصة التسريب عندما كان “OG” يعمل في قاعدة عسكرية “رفض صديقه الذي أجرت معه الصحيفة اللقاء تحديدها”، حيث ادعى “OG” لأصدقائه وهو يتحدث معهم في غرفة دردشة منصة “ديسكورد”، أنه لم يستطع تصوير الوثائق السرية في منشأته التي يعمل بها كونها منشأة آمنة “تحظر الهواتف المحمولة والأجهزة الالكترونية”، التي يمكن استخدامها لتوثيق المعلومات السرية الموجودة على شبكات الكمبيوتر الحكومية أو تصوير المستندات الورقية في المنشأة.
أخذ “OG” المستندات السرية المطبوعة إلى منزله، وكان من بينها وثائق سرية تكشف مواقع تحركات القادة السياسيين رفيعي المستوى وتحديثات تكتيكية لقوات عسكرية. وبدلاً من أن يقضي “OG” وقته في نسخ المستندات باستخدام لوحة المفاتيح، التقط صوراً للمستندات الأصلية ونشرها في الخادم.
300 وثيقة سرية جديدة
قبل ذلك، أخبر “OG” المجموعة أنه عمل لساعات في كتابة المستندات السرية لمشاركتها مع رفاقه في خادم “ديسكورد”، إلا أن تحويل مئات الملفات السرية يدويًا كان مرهقًا بالنسبة له، لذلك بدأ في نشر مئات الصور للوثائق نفسها. وتنقل الصحيفة أن ما يقرب من 300 صورة لوثائق سرية، لم تُنشر على الملأ بعد.
وبحسب الصحيفة التي استقت وتأكدت من دقة معلوماتها من أكثر من مصدر لأصدقاء “OG”، كانت هذه المستندات أكثر وضوحًا من النصوص العادية التي اطلعوا عليها في موقع “ديسكورد”. وقالوا: “أظهر بعضها مخططات تفصيلية لظروف ساحة المعركة في أوكرانيا وصور الأقمار الصناعية شديدة السرية لتداعيات الضربات الصاروخية الروسية على المنشآت الكهربائية الأوكرانية”.
وقال كلا العضوين في المجموعة التي يتزعمها “OG” في غرفة دردشة موقع “ديسكورد”، للصحيفة، إنهما يعرفان الاسم الحقيقي لـ Organo Gold بالإضافة إلى الولاية التي يعيش ويعمل بها، لكنهما رفضا مشاركة هذه المعلومات، بينما كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يبحث عن مصدر التسريبات.
المسرّب لم يكن معادياً لأحد
من جهتها، صرحت سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، عبر بيان: “تم بذل جهود مشتركة بين الوكالات، ونركز على تقييم تأثير هذه الوثائق المصورة على الأمن القومي للولايات المتحدة وعلى حلفائنا وشركائنا”.
وقالت “ديسكورد” في بيان لها، إنها تتعاون مع سلطات إنفاذ القانون، وامتنعت عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.
العضو في المجموعة التي ينتمي لها مسرّب الوثائق السرية، يقول “إن Organo Gold لم يكن معاديًا للحكومة الأمريكية، وأصر على أنه لم يكن يعمل نيابة عن مصالح أي دولة، كما أنه ليس عميلاً روسيًا ولا أوكرانيا”.
وكانت الغرفة الموجودة على الخادم حيث نُشرت المستندات سُميت بـ “Bear-vs-pig”، والمقصود بالتسمية “الدب ضد الخنزير”، في إشارة إلى أن مسرب الوثائق Organo Gold لم ينحز إلى أي طرف في النزاع.
وتكشف الصحيفة أن “OG” أخبر رفاقه في غرفة الدردشة، بأن الحكومة الأمريكية أخفت حقائق مروعة عن الجمهور، حيث ادعى للأعضاء أن الحكومة كانت تعلم مسبقًا أن أحد المتعصبين للبيض كان يعتزم إطلاق النار على مركز تسوق في مدينة “بافالو” بولاية نيويورك، في مايو 2022، حيث خلف ذلك الهجوم 10 قتلى، جميعهم من السود.
طلب حذف معلوماته الشخصية
وأضاف: “قال OG إن مسؤولي إنفاذ القانون الفيدرالي سمحوا بمواصلة العملية الإرهابية حتى يتمكنوا من المجادلة من أجل زيادة التمويل المقدم لهم.. قد لا يكون هذا واقعياً لكنه مثال على رؤى Organo Gold الثاقبة حول عمق الفساد الحكومي”.
وأشار إلى أنه كان يقول لهم إن “الجمهور يستحق أن يعرف كيف تنفق وكالات الاستخبارات أموال الضرائب، وكان غاضبًا بشكل خاص لأن الوثائق تظهر مراقبة الولايات المتحدة لحلفاء أجانب”.
وتقول الصحيفة: “ما اعتبره الشاب كشفًا لن يكون مفاجئًا للدول الحليفة للولايات المتحدة.. على الرغم من أنه نادرًا ما تتم مناقشته، وإحراج واشنطن به، إلا أنه من المفهوم على نطاق واسع أن مجتمع الاستخبارات الأمريكية يراقب العديد من الحكومات الصديقة، تمامًا كما يحاول الحلفاء الأجانب فعل الشيء نفسه”.
وبعد انتشار الوثائق للعلن، طلب “OG” من رفاقه في رسالة أخيرة وجهها لهم حذف أي معلومات يمكن أن تتعلق به، وأي نسخ من الوثائق السرية التي شاركها معهم.