بالتزامن مع الأمطار والفيضانات التي غمرت مناطق في شمال شرق الهند، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة صور ادعى ناشروها أنها تظهر الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة الطبيعية التي وصفوها بأنها “عقاب من الله” في ظل موجة الغضب في العالم الإسلامي بسبب التصريحات التي أدلت بها مسؤولة كبيرة في الحزب الحاكم في الهند عن النبي محمد.
فيضانات بالهند
تسببت الفيضانات بأضرار جسيمة في الهند، لكن الصور المنشور قديمة ومستخدمة خارج سياقها.
ويضم المنشور مجموعة صور لآثار فيضانات وسيول غمرت شوارع، وعلق ناشرو الصور بالقول “أكثر من نصف مليون شخص فروا من منازلهم هربا من فيضانات في ولاية آسام شمال شرقي الهند”.
وختموا المنشورات بالقول “إن الله عزيز ذو انتقام”، في إشارة إلى اعتبارهم الفيضانات “عقابا إلهيا”.
يأتي انتشار هذه الصور بالتزامن مع فيضانات نتجت عن أمطار موسمية في الهند وبنغلادش أدت إلى مقتل العشرات وتشريد الملايين.
وفي آسام الهندية تحديدا تضرر أكثر من 2,6 مليون شخص، من الفيضانات بعد خمسة أيام من الأمطار المستمرة.
وتهدد الفيضانات باستمرار الملايين في الهند وبنغلادش، لكن خبراء يقولون إن تغير المناخ يزيد من وتيرتها وشدتها ويضعف إمكانية توقع حدوثها.
ويربط المستخدمون هذه الفيضانات بكلمة “عقاب” في إشارة إلى أن ما يحدث هو نتيجة تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند بشأن العلاقة بين النبي وأصغر زوجاته عائشة خلال نقاش في برنامج متلفز أثارت موجة غضب في العالم الإسلامي.
وتواجه حكومة، ناريندرا مودي، القومية الهندوسية اتهامات مستمرة باستهداف الأقلية المسلمة، وشهدت مدن إسلامية ولا سيما في آسيا تظاهرات غاضبة فيما استدعت حكومات نحو عشرين دولة إسلامية السفراء الهنود لديها للحصول على تفسيرات.
صور قديمة مستخدمة خارج السياق
لكن جميع الصور التي ضمها المنشور لا علاقة لها بالفيضانات الحديثة، وتم نشرها في أزمنة وأمكنة مختلفة.
الصورة الأولى، نشرتها وكالة “فرانس برس”، في 11 أغسطس 2019، وكانت ملتقطة في منطقة بلجاوم الهندية الواقعة شمال مدينة بنغالور الجنوبية.
الصورة الثانية، نشرتها وكالة “رويترز” للأنباء قبل ثلاث سنوات، وكانت ملتقطة في أحمد أباد في الهند، وتظهر منطقة سكنية غمرتها الفيضانات.
الصورة الثالثة، ملتقطة بعدسة مصوري وكالة “فرانس برس” في الهند، في أغسطس 2019، وتظهر عسكريين يحاولون إنقاذ أشخاص عالقين في الفيضانات في ولاية ماهاراشترا.
أما الصورة الرابعة، فهي ملتقطة ببنغلاديش، والتي تشهد أيضا أمطارا غزيرة أدت إلى فيضانات، ونشرتها وكالة الأناضول التركية.
الصورة الخامسة، ملتقطة في مومباي الهندية في الرابع من سبتمبر 2019، ومنشورة على موقع وكالة “غيتي إيمدجز”.
وفيما يتعلق بالصورة السادسة، فهي ملتقطة في أغسطس 2017، في مومباي وقد وثقتها عدسات مصوري وكالة “الأناضول” التركية.
أما الصورة السابعة، فقد وزعتها وكالة “فرانس برس”، في 27 يوليو 2019، وتظهر المنطقة الممتدة، بين بادلابور وفانغاني، والتي غطتها الفيضانات بعد أمطار موسمية غزيرة.
تقرير: “فرانس برس”