وكالات – بوابة الأخبار
اعتبرت مجلة ”الإيكونوميست“ البريطانية، أن زيارة نانسي بيلوسي، إلى تايوان تسلط الضوء على ”استراتيجية واشنطن غير المتماسكة“، وتكشف عن مدى ”الفوضى التي تعم إدارة الرئيس جو بايدن“.
وقالت المجلة إنه بالرغم من أن رحلة بيلوسي، تعد ”تأكيدا جريئا“ على المبادئ الأمريكية المزعومة، إلا أن هناك رأيا آخر مفاده أن الرحلة هي أحد أعراض نهج أمريكا غير المتماسك تجاه الصين، وهي الخصم الوحيد الأكثر أهمية على المدى الطويل.
وأوضحت أن إحدى المشكلات هي توقيت زيارة بيلوسي. وذكرت: ”من المؤكد أن هناك لحظات يتعين على أمريكا فيها مواجهة الصين، لكن مثل هذه اللحظات غالبًا ما تكون محفوفة بخطر التصعيد، ويجب على أمريكا أن تختارها بعناية“.
وأضافت: ”هذه فترة حساسة للزعيم الصيني، شي جين بينغ، الذي يواجه تحديات داخلية كبيرة أثناء التحضير لمؤتمر الحزب الشيوعي الذي من المتوقع أن يضمن فيه فترة ولاية ثالثة مدتها 5 اعوام كزعيم للحزب“.
وتابعت: ”مشكلة أخرى تتمثل في افتقار بيلوسي، الواضح للتنسيق مع بايدن. وعندما سئل الرئيس عن خططها، استشهد بالمسؤولين العسكريين الذين اعتقدوا أن الرحلة (ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي). صحيح أن الكونغرس هو فرع منفصل عن السلطة التنفيذية، لكن سياسة تايوان مهمة للغاية بالنسبة لحروب النفوذ. وفي النهاية، جعلت بيلوسي الرئيس يبدو مترددًا ويفتقر إلى السلطة“.
وقالت: ”الأسوأ من ذلك، أن رحلة بيلوسي، تخاطر بالكشف عن مدى عدم تأكد الإدارة من سياستها المتعلقة بتايوان. إذا أدت الزيارة إلى أزمة تصاعدية، سيختبر ذلك أيضًا بايدن، ومسؤوليه، الذين يتعاملون بالفعل مع الحرب في أوكرانيا“.
وذكرت ”الإيكونوميست“: ”لقد تعهد بايدن أكثر من مرة بالدفاع عن تايوان في حال حدوث غزو صيني، متجاهلًا موقفًا طويل الأمد من الغموض الاستراتيجي.. ولكن بعد كل وعد، يتراجع مساعدو الرئيس عن ذلك، ويحولون الغموض الاستراتيجي إلى ارتباك استراتيجي، وهو مثال آخر على الفوضى“.
وأضافت: ”أمريكا محقة في الدفاع عن تايوان، لكن إعلان هذه النية لا يفعل الكثير لردع الصين التي تزداد قوة وثقة في هزيمة الولايات المتحدة في حال تدخلت للدفاع عن الجزيرة“. وتابعت: ”يجب على أمريكا أن توضح نيتها فيما يتعلق بمساعدة تايوان. يمكنها، على سبيل المثال، ترقية مهمتها التدريبية في تايوان، وتقديم مساعدات عسكرية على غرار إسرائيل لشراء أسلحة أمريكية“.
في المقابل، حذرت المجلة من أن الصين سترد بقوة، ربما بعمل عسكري قد يشمل إرسال طائرات حربية فوق تايوان أو حتى إطلاق صواريخ على المياه قبالة الجزيرة، بالإضافة إلى تدابير اقتصادية ودبلوماسية لعزلها بشكل أكبر.
وقالت: ”يمكن أن يستمر الرد الصيني على مدى أسابيع وشهور، وخلال ذلك الوقت، لن يكون الاختبار الحقيقي لالتزام واشنطن هو الزيارات التي تتصدر العناوين الرئيسية، ولكن ما إذا كانت ستساعد تايوان بطرق أكثر جدية“.