هل يترك الاتحاد الفرصة بسهولة للهلال؟
إثارة ليست بجديدة على دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، 48 ساعة تفصلنا عن أولى جولتي الحسم، حيث يسعى الهلال للحفاظ على اللقب الذي احتكره في الموسمين الأخيرين، فيما يلاحقه الاتحاد، لخطف أول لقب دوري له منذ موسم 2008-2009.
في 23 من يونيو الجاري، وفي الساعة ذاتها الثامنة مساءً بتوقيت المملكة، يحل الهلال ضيفًا على الفتح، فيما يخرج الاتحاد لمواجهة الاتفاق، ضمن الجولة 29 وقبل الأخيرة.
خسارة العميد في هذه الجولة، وفوز الزعيم يعني تتويج الهلال بطلًا للموسم الثاني على التوالي، لكن أي نتائج مغايرة ستؤجل الحسم حتى الجولة الأخيرة، فهل للهلال أن يفعلها بعد غدٍ الخميس؟
غيابات الفتح تُقلق جمهور الزعيم:
الهلال سيدخل هذه المباراة بصفوف مكتملة، بعدما اكتمل شفاء الرباعي محمد البريك، سلمان الفرج، الكوري الجنوبي جانج هيون سو والبرازيلي ماتيوس بيريرا.
في المقابل، يعاني النموذجي من بعض الغيابات، فبشكل مؤكد سيغيب عنه الثنائي سفيان بن دبكة ومراد باتنا، بجانب إيفان سانتيني، لكن سيتسلح بعودة البرازيلي بيتروس ماتيوس وكريستيان كويفا.
لكن داخل أرض الملعب، لا معنى لهذه الغيابات، فليس لقاء الدور الأول عنا ببعيد..
في لقاء الدور الأول، الذي أقيم في 25 من ديسمبر 2021، حقق النموذجي الفوز بثلاثية مقابل هدفين، داخل أرض الزعيم، في ظل ظروف صعبة للضيوف، إذ ضربهم فيروس كورونا قبل المباراة.
في تلك المباراة غاب نجم الفتح كريستيان كويفا، بجانب مروان سعدان، توفيق بوحيمد، سانتيني وجوستاف، وغيرهم، لكن لم يتأثر النموذجي وعاد بالفوز.
قلق جمهور الزعيم حاليًا من أن يعاني الفريق من الظروف نفسها، إذ أن لاعبي الهلال وقتها تهاونوا بالمباراة، وانخدعوا بكثرة غيابات النموذجي، فكانت الخسارة حليفتهم.
الحديث حاليًا في الوسط الهلالي أيضًا يدور حول الخوف من ثقة اللاعبين الزائدة في أنفسهم بعد عودتهم لصدارة جدول الترتيب وكون مصير اللقب أصبح في أيديهم.
لكن تاريخيًا الهلال إذا اقترب من شيء لا يفرط به بسهولة، خاصةً وأن مصيرهم متوقف عليهم فقط دون النظر لنتائج الاتحاد، لذلك مهمة الفتح هي الأصعب، ونؤكد أن هذا تاريخيًا فقط، وتبقى لظروف يوم المباراة كلمتها العليا.
وعد المستفز:
البرازيلي بيتروس ماتيوس؛ لاعب وسط الفتح، لكن يعرفه جمهور الهلال جيدًا، فهو اللاعب الأكثر استفزازًا للاعبي الزعيم على مدار ثماني مباريات جمعت بينهما، كان ينجح في كل مرة بها في إخراج لاعبي الأزرق من المباراة بشكل ما.
لكن هذه المرة بيتروس يتوعد للهلال بشكل خاص..
أحد جماهير الهلال خلال الفترة الماضية حاول استفزاز بيتروس والتأثير على معنوياته قبل لقاء الزعيم، مؤكدًا أن سلمان الفرج؛ قائد الزعيم، سيلقنه درسًا في هذه المباراة، وأنه سيخرج باكيًا من خسارة الفتح بنتيجة تاريخية.
لم يتجاهل بيتروس رسالة المشجع الهلالي، فرد: “اصمت!، يبدو أنك لا تعرفني، أنت بالفعل تعرف ما سأفعله، من الأفضل لك ألا تستفزني، لأنك تعرف ما سيحدث!”.
بيتروس لا يهمه بالطبع تتويج الاتحاد بالدوري، لكن يهمه كثيرًا أن يخسر الهلال اللقب، ونتائجه أمام الزعيم تدعم ثقته في نفسه..
بيتروس منذ قدومه للدوري السعودي، واجه الهلال ثماني مرات، حقق بها البرازيلي الفوز 4 مرات، وخسر 3، فيما حسم التعادل مباراة وحيدة.
كيف يفوز الهلال بالدوري السعودي قبل الجولة الأخيرة؟
كما تحدثنا في السطور أعلاه، هناك حالة قلق من الهلاليين من ثقة لاعبيهم الزائدة في أنفسهم كما حدث في لقاء الدور الأول، لكن هناك حالة تفاؤل من كون الزعيم لا يفرط في الفرص التي تتاح له بسهولة، خاصةً في ظل الثقة الكبيرة بالمدرب رامون دياز.
لكن على الجانب الآخر، فإنه كما قلنا أيضًا إن خسارة الاتحاد أمام الاتفاق، وفوز الهلال أمام الفتح، يعني حسم الزعيم للقب قبل الجولة الأخيرة، فهل يترك العميد اللقب بسهولة للزعيم؟
لا مشكلة غيابات بالعميد، كذلك هو الحال عند خصمه الاتفاق، ومباراة الدور الأول انتهت بفوز النمور 3-2، قبل نهاية المباراة بخمس دقائق.
لكن المشكلة الأساسية هي مدى تراجع لاعبي الاتحاد بعد فترات التوقف..
مباراة الاتفاق هي المباراة الرسمية الأولى للعميد بعد 25 يومًا من التوقف، وإن كان خلال هذه الفترة خاض ثلاث وديات، لم يفز في أي منها، فهُزم أمام بيراميدز المصري 1-0، وأمام الأهلي السعودي 3-2، فيما تعادل مع أبها 1-1.
فترة التوقف السابقة عاد منها العميد مترنحًا، فقد استمر توقف مارس شهر ونصف تقريبًا، لم يحقق بعده الاتحاد الفوز في أي مباراة حتى الآن بالدوري..
تعادل بعدها أمام الفتح 4-4، ثم خسر أمام الهلال 1-0، وأخيرًا هُزم أمام الطائي 1-0، وهي الثلاث مباريات التي كلفته الهبوط من الصدارة التي احتلها لأشهر.
كوزمين كونترا؛ المدير الفني للاتحاد، لم يفلح في تهيئة لاعبيه نفسيًا للعودة للمباريات في مرحلة حاسمة من الموسم، وأمل الجمهور حاليًا معلق بقدرته على عدم ارتكابه الخطأ نفسه هذه المرة.