أخيرا وبعد مشوار استثنائي، توج فريق نابولي بلقب الاسكوديتو قبل نهاية البطولة بـ5 جولات، عقب تعادله مع أودينيزي بنتيجة (1-1)، ضمن منافسات الجولة 33 من الدوري الإيطالي.
مدينة الجنوب تدين بالفضل للوتشيانو سباليتي، الذي قاد البارتينوبي للعودة إلى منصة التتويج من جديد، بعد غياب طويل دام 33 عاما، منذ آخر فوز باللقب في موسم (1989-1990).
رحلة من المعاناة
عاش سباليتي لحظات معاناة كثيرة خلال مسيرته التدريبية، الممتدة منذ عام 1993 مع بداية مشواره مع إمبولي.
ورغم أن مسيرته التدريبية يبلغ عمرها 30 عامًا، إلا أنه لم يسبق له أن توج بلقب الاسكوديتو خلال مشواره مع مختلف الأندية التي دربها، ورغم توليه تدريب أندية كبيرة مثل روما وإنتر ميلان.
ورغم معاناته في الفوز باللقب المرموق، إلا أن سباليتي دائما ما كان يظهر لمحات تبرز دوره الكبير في الأندية التي دربها، فنجح في إيصال إمبولي إلى الدوري الإيطالي من دوري الدرجة الثالثة.
ومر سباليتي بمواسم متقلبة في سامبدوريا وفينيزيا لمدة موسم في كلا الفريقين، قبل أن يقود أودينيزي وينجح في إحداث تأثير جديد بعدما قاد الفريق في موسم (2004-2005) إلى احتلال المركز الرابع بالدوري الإيطالي في إنجاز استثنائي لم يتوقعه أشد المتفائلين، ويضمن له مقعدا بدوري أبطال أوروبا، لأول مرة بتاريخه.
إنقاذ الذئاب
ومع رحيله وتولي مهمة تدريب روما، وجد سباليتي نفسه على رأس فريق يمر بحالة من الفوضى، بعد تعاقب العديد من المدربين على الفريق، لينجح سباليتي في إعادة النظام إلى الفريق وتغيير تكتيكاته من أجل أن تناسب أسلوب لعب أكثر هجوما.
وفي موسمه هذا، وصل سباليتي بروما من المركز الـ15 إلى الخامس بعد تحقيقه لـ11 انتصارا متتاليا، ومع ذلك، فشل ذئاب العاصمة في التأهل لدوري الأبطال، قبل أن يصل للبطولة بعد فضيحة “الكالتشيو بولي”، إثر هبوط يوفنتوس وخصم نقاط من ميلان وفيورنتينا.
وحقق لوتشيانو لقب كأس إيطاليا والسوبر مع روما، وبعد رحيله إلى زينيت الروسي حقق معهم لقب الدوري الروسي، لكن الدوري الإيطالي ظل مستعصيا عليه في إيطاليا.
نهضة الإنتر
ويعد سباليتي صانع نهضة إنتر الحديثة، بإعادة النيراتزوري للواجهة من جديد، حيث تأهل إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام لـ7 سنوات.
ومن ثم عاد النيراتزوري لمنصات التتويج بفوزه بمختلف البطولات المحلية (الدوري، الكأس والسوبر) مع كونتي وإنزاجي بعد ذلك.
معانقة المجد
وبعد 30 عاما من بداية مسيرته المهنية كمدرب، نجح سباليتي في كسر لعنة دامت طويلا معه ليعانق المجد إثر موسم تاريخي مع فريق الجنوب.
المدرب المخضرم استطاع بتكتيكاته وقيادته البارعة لنابولي في تحقيق اللقب، ونجح في كسر كل التوقعات خصوصا بعد رحيل مجموعة من اللاعبين المخضرمين خلال الصيف الماضي، ليحقق اللقب بمجموعة نجوم واعدة.
كما حقق سباليتي حلمه الذي كشف عنه عقب توليه مهمة تدريب نابولي مباشرة، بعدما صرح قائلا: “أريد أن تتذكرني مدينة نابولي أنا وفريقي”، لينجح في موسمه الثاني فقط أن يعيد الفريق الذي غاب لـ33 عاما عن اللقب وينجح أيضًا بعد 30 عاما من التدريب في الفوز بالدوري لأول مرة.