ربما أهدر ريال مدريد فرصة لا تعوض للحصول على أفضلية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بتعادله مع ضيفه مانشستر سيتي 1-1 في معقله سانتياجو برنابيو.
وقدم ريال مدريد أفضل أداء ممكن أمام فريق يعتبر المرشح الأبرز لنيل اللقب هذا الموسم، حيث فرض على السيتي طريقته المعهودة، قبل أن يبادر بالهجوم في الشوط الثاني.
لكن سوء تغطية لاعبي وسط الفريق الأبيض للخط الخلفي، أصابهم في مقتل، فحقق الفريق الإنجليزي التعادل.
مباراة الأربعاء المقبل، لن تقبل القسمة على اثنين، لكن مانشستر سيتي يملك الأفضلية لأنه سيلعب على أرضه وجمهوره، وهي ميزة لم يستغلها ريال مدريد بالطريقة المثلى الليلة.
من ناحيته، عانى مانشستر سيتي من مصاعب عديدة في شوط المباراة الأول، لكنه رفض الخضوع في الثاني، واستغل نقطة ضعف واضحة في ريال مدريد، استعدادا لإكمال مهمة الثأر في الإياب.
اعتمد مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي، على طريقة لعب متوقعة، وبدأ بتشكيل معتاد ضمن خطة 4-3-3.
وكما كان متوقعا، سلم ريال مدريد الكرة لمانشستر سيتي الذي كان الأكثر سيطرة وتمريرا في الشوط الأول، وذلك بهدف الانقضاض على المنافس من خلال الهجوم المضاد السريع.
لكن لم يجد الريال الكثير من المساحات للتحرك، نظرا لسيطرة السيتي على منطقة المناورة. وبمجرد أن يتخطى الثلث الثاني من الملعب، يصبح ريال مدريد خطيرا، لا سيما عن طريق الجناح الأيمن فينيسيوس، الذي فجر مرمى السيتي بهدف صاروخي، مع انتهاء الشوط الأول.
ونجح دفاع الفريق الملكي في عزل هداف السيتي إيرلينج هالاند بشكل ملفت للأنظار.
إلا أن هناك ثغرة وحيدة عابت أداء ريال مدريد ظهرت في الشوط الأول، ثم تجلت في الشوط الثاني، حيث وقع المدافعون في فخ مراقبة هالاند، وانشغلوا به كثيرا، فتركوا مساحات كبيرة للاعبي مانشستر سيتي للتسديد من خارج منطقة الجزاء.
وساهم في ذلك عدم تمركز كروس وفالفيردي بشكل مناسب أمام الدفاع، فكان الحارس تيبو كورتوا متيقظا لمثل هذه التسديدات طوال الشوط الأول، لكنه أخفق أمام قذيفة دي بروين بالشوط الثاني.
وحاول ريال مدريد استعادة تقدمه، معتمدا بشكل شبه كامل على الجهة اليسرى، بوجود كامافينجا والمتألق فينيسيوس الذي كان كابوسا مرعبا لدفاع السيتي خلال ال90 دقيقة، لكن من دون حسم.
وفي الوقت نفسه كانت فاعلية رودريجو أقل، نظرا لعدم تحريك الكرة نحو الجناح الأيمن.
من ناحيته، لجأ مدرب السيتي بيب جوارديولا، إلى طريقة اللعب 3-2-4-1. صحيح أن هالاند كان معزولا، لكن فريقه لم يفتقد الخطورة.
وكان دي بروين نجم السيتي المطلق، من خلال تحركات يصعب توقعها، مستفيدا من الحرية التي يمنحها له جوندوجان، إضافة للمساحات التي يتركها أمامه لاعبو ريال مدريد، دون رقابة من وسط ريال مدريد.
لكن على الرغم من تألق دياز في قطع الكرات المختلفة من داخل منطقة الجزاء، تعذب ووكر في مراقبة فينيسيوس، وعاش حلما سيئا استيقظ منه مع صافرة الحكم.
وتجدر الإشارة إلى مانشستر سيتي لم يجر تبديلا واحدا طوال اللقاء، في إشارة إلى رضا جوارديولا عن أداء التشكيلة، رغم أن إشراك جوليان ألفاريز، ربما كان سيمنح الفريق نفسا هجوميا جديدا، ويخفف الحمل عن هالاند الذي كان أهدأ لاعبي الفريق.